عالم استثنائي
مسرحية من فصل
تأليف : محمد ابراهيم اسحاق
هنا في هذا العَالم إختلت الموازين , أصبح الشر مرغوباً و الخير منبوذ , أصبح العجب في النزاهة و العيب في الإستقامة .. إنه عالم اللا مكان و اللا زمان .. إنه عالم استثنائي ..
الأشخاص : -
1 – محمود : في العقد الخامس من عمره , صاحب مبادئ صارمة ..
2 – عباس : صديق مُقرب لمحمود يماثله في العمر , و شريكه في أفكاره الغريبة ..
3 – شاب : ود محمود يبدو في أواخر العشرينات , طموح , متفائل ..
4 – كواحل : فتاة ود محمود ..
5 – سروق : صديق لود محمود ..
6 – صوت : يؤدي الأصوات الخفية ..
الفصل الأول
المشهد الأول
المنظر : صالة منزل .. توجد أربعة كراسي في وسطها طاولة عليها زهرة صناعية جميلة .. على أحد الكراسي يجلس رجل و أمامه حقيبة يخرج منها أشياء متنوعة .. نقود , مجوهرات , أشياء أخرى تبدو قيمة ...
صوت من الخارج : يا محمود .. يا محمود
محمود : ( يلتفت نحو مصدر الصوت ) في شنو .. أدخل يا عباس
عباس : ( يدخل لاهثاً )
محمود : مالك نفسك قايم زي الكمبرسون
عباس : ولدك قبضو .. سرق و مسكوه متلبس
محمود : ( يضع يديه على رأسه ) أنا ولدي قبضو .. مستحيل , ده اتربى على ايدي , أنا العلمتو أصول السرقة !
عباس : ده الأنا مستغربو طول عمرك حرامي و ولدك يتمسك بالسهولة دي
محمود : ( يولول ) يا خسارة , تعبي راح , شقاي ضاع , أنا طول عمري مربيهو عشان يطلع حرامي محترف و في النهاية يقع الوقعة دي , خلاص فيش نفسو
عباس : لسه في أمل , أمشي أضمن ولدك و طلِعو و جيبو درسو أصول المهنة عشان ما يدقُس تاني
محمود : (متنهداً ) يا سلام يا عباس , متذكر أيام كنا شباب , زمن كنا بنسرق الكُحل من العين , زمن كان جميل , كان الحرامي ليهو مكانتو و أي زول بعمل ليهو حساب
عباس : و أسع سمعتنا باظت , بقت في الواطة , ده كل من أشباه المنحرفين , عشان كده أنا بفكر أفتح أكاديمية لتعليم أساليب السرقة الحديثة , بديت حالياً أعِد كتاب إسمو ( دليلك لتصبح لصاً محترفاً )
محمود : أكيد كتابك حيلقى رواج في المنطقة , و حيلاقي شعبية تستفيد منو
عباس : ( يرفع يديه للسماء ) يا رب !!
محمود : كدِّي خليني أمشي أضمن ولدي و أطلعو من الحراسة , و بعد داك نقعد نشوف مشروعك ده
عباس : خير يا محمود , حرام مستقبل ولدك يضيع بين حيطان السجن ( يخرج)
محمود : ( يخرج هو الأخر )
ستار
المشهد الثاني
عين الأشياء في المشهد الأول
محمود : (يدخل و خلفه شاب أنيق , متين البنيان , يطل الذكاء من ملامحه)
الشاب : في شنو يا أبوي , ما السرقة يا قابض يا مقبوض
محمود : ( بغضب ) كمان عندك نفس تتكلم , ما بتخجل من روحك نقصت هيبتنا في كار الحرامية و لسه داير تتبجح
الشاب : ( بعدم اقتناع ) كلامي صاح يا أبوي , السرقة يا قابض يا مقبوض
محمود : (بحدة ) ده كلام فارغ , السرقة انك تقبض بس , تضيف للعندك , ده قانوني كده
الشاب : خلاص أنا رهن طوعك , حأسمع كلامك
محمود : ( يتنهد بفرح و يربت على كتف إبنه ) كده تعجبني , كده انت الحرامي الأنا ربيتو , كده أنا أقدر أرفع راسي قدام الناس و أقول ليهم ولدي حرامي محترم !
الشاب : ( بسرور ) البركة فيك يا أبوي , ده من فضلك
محمود : ( يخرج من جيبه بضع ورقات يقدمها لإبنه ) هاك أقرا الكلام ده عشان تستفيد
الشاب : ده ورق شنو يا أبوي ؟
محمود : ( بفخر ) دي خلاصة حياتي من عالم السرقة بالاضافة الى مقتطفات من كتاب في مكتبتي اسمو ( خبرات اللصوص و أثرهم على المجتمع )
الشاب : أنا محظوظ لأنو أبوي مثقف في مهنتو
محمود : (مبتسماً بعظمة ) مَن كد وجد ومن طلب السرقة سهر الليالي يا إبني
الشاب : أنا حابدا المذاكرة من هسِع
محمود : ده عين العقل ... ( يخرج )
الشاب : ( يجلس على كرسي و يتفحص الوريقات أمامه ثم يقرأ بصوت مرتفع ) (( عزيزي اللص الكريم بين يديك أفضل و أصغر موسوعة في عالم السرقة التي تضع لك الخُطى الصحيحة لتكون حرامي الغد .. عزيزي اللص .. الدرس الأول : يجب أن تفتخِر بكلمة لص , أي لا تجعلها عائقاً يحُول بينك و بين مهامك
ثانياً : لا تؤجل سرقة اليوم الى الغد , فيسرقها لص أخر
ثالثاً : يجب أن تعلم أن السرقة موهبة و ليس بإمكان الجميع أن يكونوا مثلك لذلك لا تستغرب من حِقد المجتمع عليك و وصفك بأبشع الصفات
رابعاً : لا تسرق من الفقراء لأن حالك أفضل منهم , و لأن هذا حرام !
خامساً : اذا سرقت بنجاح قدِم الزكاة لتفلِح في المرات المُقْبِلة
سادساً : قل بسم الله عندما تشرع في احدى السرقات و استعذ من الشيطان
سابعاً : تأكد من نوم أهل المنزل المُراد سرقته , و حاذر من الحيوانات المنزلية خاصة الكلاب , و أحرص على عدم ترك بصمات أو أي شئ يقود الى هويتك , و تخلص من آثارك بقدر الإمكان
ثامناً : لا تبالغ كثيراً بالثقة في نفسك فتخسر انجازك , و ثِق في أن الجايات أكثر من الرايحات
تاسعاً : لا تسرق كل ما تجده أمامك فأنت محترم
عاشراً : احترم اللصوص الأخرين فيحترموك
مع تمنياتي لك بعاجل التوفيق و مستقبل زاهر )
( شرع ود محمود يطبق الورق و يتثاءب قائلاً ) : لو حفظت الكورس ده حأبقى أستاذ , حأبقى حرامي متعلم , ما زي الحرامية الجهلة
( طرق على الباب .. صوت عباس ) يا محمود .. يا محمود
الشاب : يا عم عباس أبوي مافي .. إتفضل
عباس : ( يدخل يصافح الشاب بحرارة ) الحمد لله لقيتك أصلاً كنت جاي عشانك
الشاب : خير يا عمي , مهمة جديدة و لا دراسة خطة و لا في شنو ؟
عباس : أصبر , خلي الشفقة أهم شي في الحرامي إنو ما يكون شفقان , إتعود على التأني
الشاب : خلاص فهمت , أها الحاجة المهمة شنو ؟
عباس : ( يمد يده بمجموعة كبيرة من الأوراق ) أنا جبت ليك البحث ده , دايرك تقراهو و تديني رايك فيهو
الشاب : ( يتناول الأوراق و يلقي نظرة على العنوان : اللص بين الماضي و الحاضر و المستقبل )
عباس : ده بحث اجتهدنا فيهو أنا و أبوك , بحث متكامل فيهو كل النظريات اللصوصية و معه ملحق عن مواد القانون الخاصة بالسرقة
الشاب : ( يتصفح المذكرة بإمعان )
عباس : لو واجهتك صعوبات خُش الموقع ده (( دبليو دبليو دوت سرقات حديثة دوت كوم ))
الشاب : ده موقع عادي و لا محظور
عباس : ( يحُك رأسه في حيرة ثم ) انت جرب و لو غلبك أعمل شات مع أصدقاءنا في الفيسبوك أو اليوتيوب و حتلقى المساعدة
الشاب : أنا حأحاول و لو ما ساعدوني حأرجع ليك في الماسنجر , خليك متصل بالنت
عباس : ربنا يوفقك يا ولدي ... ( يخرج )
الشاب : ( يدخل الى أحد الأبواب المغلقة و يعود وفي يده جهاز حاسوب لابتوب , يضعه على الطاولة و يجلس أمامه ثم يضغط على أزراره مغمغماً ) دبليو دبليو دوت قوقل دوت كوم ... ( ينتظر .. يحملق في الشاشة ثم يصيح بفرح ) أخيراً فتحت يا قوقل ... ( يعبث بالأزرار و يصيح ) دبليو دبليو دوت أرسين لوبين دوت كوم ... ( ينتظر برهة و يخرج ليعود بكوب عصير يضعه جواره و يقول ) أفتح يا قوقل .. أفتح يا ... ( يمضي الوقت و لا يبدو أن الموقع يعمل .. يغلق الحاسوب و يثني شاشته على أزاره و يغمغم ) شبكة عنكبوتية , دي شبكة سلحفائية , أنا أحسن ليّ استعين بصديق بدل المهزلة دي ... ( يخرج من الباب ثم يعود وفي يده جهاز تلفون , يعبث بالأزرار ثم يضع السماعة على أذنه )
صوت : آلو
الشاب : كيف الحال يا سرُوق أنا صحبك ود محمود
سرُوق : حمد الله على السلامة , طلعوك متين من الحراسة
الشاب : دي حاجة عادية بالنسبة لينا , المهم دايرك في خدمة
سروق : رقبتي سدادة
الشاب : عندك موقع المافيا !
سروق : ( يشهق باستنكار ) شنو , المافيا انت جنيت و لا شنو , داير تتعامل مع عصابة اجرامية خطيرة زي دي
الشاب : ( بتلعثم ) أن بس داير توجيه منهم , انت عارف انهم ناس عريقين و ضليعين في عالم الاجرام و عشان كده مُلمين بأي حاجة
سروق : ( بإنفعال ) اسمع هنا يا ود محمود الفكرة دي أحسن ليك تخليها , ديل ناس مجرمين و أنِحنا حرامية محترمين , نِحن حرامية و بس
الشاب : خلاص يا سروق حأسمع كلامك , لكن وريني البديل شنو , انت عارفني بحب التطور
سروق : ما كفاك التطور الإنت فيهو ده , ياخ أحمِد ربك زمان بتسرق بيت في الليلة و أسِع بقيت بتسرق سبعة بيوت , داير تَطْوّر كيف أكتر من كده
الشاب : أنا بهمني الكيف ما الكَم !
سروق : طيب هاك النمرة دي حتساعدك في الداير تصلو .. صفر , صفرين , تلاتة أصفار , أربعة أصفار
الشاب : دي عشرة أصفار
سروق : مضبوط , ده رقم ملك الحرامية , اتصل عليهو و حيخدمك , بس أحرص على الاختصار عشان هو ما بحب الجوطة
الشاب : شكراً ليك يا أوفى الأصدقاء
سروق : سلام يا صاحبي
الشاب : ( يغلق سماعة الهاتف و يدور في الغرفة ثم يعاود الاتصال بالعشرة أصفار ... يَنْصِت ... تَصْدُر موسيقى عذبة ثم يأتي صوت آلي : عزيزي السارق لتصبح حرامي الآن أضغط على النجمة , لتصبح حرامي في وقت أخر أضغط على الرقم تسعة , لتأخُذ معلومات من الإرشيف أضغط على الرقم سبعة , لأخذ قائمة بأسماء اللصوص في منطقتك أضغط خمسة , للتحدث مع أحد اللصوص المرموقين أضغط الرقم ثلاثة , للتحدث الى الملك مباشرة أضغط صفر .. ( أسرع ود محمود يضغط الصفر ) عزيزي اللص نحذرك من أنه سيتم تسجيل المكالمة لأغراض الجودة , للإستمرار اضغط هاش , للعودة الى القائمة الرئيسية اضغط الرقم اثنين .. ( اسرع ود محمود يضغط على هاش .. ينتظر .. يسمع صوت أجش )
الصوت : مِن المتصل
الشاب : أنا ود محمود
الصوت : ود محمود مين ؟
الشاب : ( بتلعثم ) محمود عميد شؤون اللصوص بالمناطق المهمشة
الصوت : ( يصمت لبرهة ثم يتحدث ) هل تقصد محمود الذي كان رئيس نقابة الحرامية
الشاب : ( بحماس ) نعم .. لقد كان أبي بارعاً في انجازاته
الصوت : ليس اللص مَن يقول كان أبي , و لكن هذا لا يمنع أن أبوك كان راجل حرامي شريف , ده كان أعظم أعضاء مجلس ادارتنا .. الحقيقة أبوك ما بتعوض
الشاب : مالو أبوي إعتزل منكم و لا شنو
الصوت : أبوك أصلاً ما كان معانا بشكل دائم , أبوك كان جوكر مرة معانا , و مرة بلعب لحساب نفسو, و مرات بعمل بالأُجرة , لكن المهم انو دايماً كان نزيه
الشاب : معروف انو أبوي أنزه حرامي
الصوت : أها يا ابني داير شنو .. سِيرة أبوك نستني موضوعك
الشاب : دايرك تساعدني في تطوير مساري عشان أصل للعالمية , داير أبقى أشهر من اللصوص الأربعين
الصوت : يعجبني حماسك يا ابني عشان كده أنا حأقدم ليك دعوة لحضور اجتماعنا القادم
الشاب : اجتماع شنو ؟
الصوت : ( مقهقهاً ) عندنا اجتماع مساعي خبيثة كل شهر و يشرفنا انك تكون حضور معانا , و احتمال تعجب اللجنة و يسجلوك عضو دائم و يبقى ليك حق الفيتو
الشاب : ( بفرح ) لي عظيم الشرف
الصوت : أسأل أبوك عن المقر السري بتاعنا و لازم تجي مهما كانت الظروف
الشاب : حاجي .. شكراً ليك يا ملك
الصوت : الملك منو ؟
الشاب : ( بتردد ) مش إنت الملك
الصوت : ( ضاحكاً بسخرية ) هو أي زول بتكلم مع الملك, هو أي زول بسمع صوتو
الشاب : ( بحيرة غاضبة ) مَن أنت اذا لم تكن الملك
( يأتي صوت آلي ) : للتحدث الى الملك الآن أضغط الرقم ثمانية
الشاب : ( يحدق في الهاتف بدهشة ثم يغلقه بحدة .. يجلس ساهما ً ... يدخل الأب محمود يحدق شرود إبنه )
محمود : مالك يا ولدي
الشاب : مافي حاجة
محمود : لا أكيد في حاجة , أكيد بتفكر في البت بتاعتك , اتشاكلتو ولا شنو؟
الشاب : بت شنو , أنا ما فاضي للحاجات دي , أنا زمني كلو مفرغو للسرقة
محمود : عشان كده أنا دايرك تتلفت لي نفسك , دايرك تعرِس ليك واحدة تلدِي ليك حرامييّن تلاتة يساعدوك لمَن تكبر
الشاب : الوكِت داك يحِلها الف حلال , , أنا همي في الحاضر , داير أأمِن مستقبلي
محمود : أحسن تأمين لمستقبلك انك تعرس
الشاب : حالياً أنا ما جاهز
محمود : ( بلهفة ) خلي كل حاجة عليّ يا ولدي , أنا متكفل بيّ عِرْسك
الشاب : أها العروس منو ؟
محمود : رايك شنو في كَواحِل
الشاب : ( باستنكار) النشالة !
محمود : نشالة لكن من اسرة طيبة و حتصون شرفك و اسمك !
الشاب : (يغمغم ) كواحل تبقى مرتي , و الله عجايب , أنا مرتي تكون اسمها كواحل , اسم غريب زيها كده
محمود : صدقني ما بتلقى أحسن منها دي أخوانا حرامية و أبوها محتال وأعماما نصابين , ديّل نِعم النَسب
الشاب : ( يكرر بدهشة ) نِعْم النسب
محمود : ( بلهفة ) يعني موافق
الشاب : أنا حأمشي اتشاور معاها و أشوف رايها و طلباتها و بعد داك حنزور أهلها
محمود : ( بفرح ) انت أفضل ابن في الدنيا
الشاب : و انت أحسن أب في الدنيا ...( يخرج )
محمود : الله يوفقك يا ولدي
ستار
المشهد الثالث
(مكان يشبه حديقة , عليه كراسي و طاولات , يجلس ود محمود مع الفتاة حول احدى المناضد .. و أمامهم أكواب عصير .. يضعون ماصات على أفواههم لمص العصير .. توجد ورود جميلة على جانب المنضدة. يتحدثان)
كواحل : ( باقتناع و لهفة ) اختصر أنا موافقة
ود محمود : يوم الخميس عندي مهمة صغيرة عشان المهر و الشبكة و يوم الجمعة حنتِم مراسم العرس رايك شنو ؟
كواحل : ( بإيماءة ) موافقة
ود محمود : ( بدهشة ) أهلك وين ما حتشاوريهم
كواحل : اعتبرهم موافقين
ود محمود : ( ينظر إليها طويلاً كأنه يتأكد من أنه لم يخطئ في اختياره ثم و قفا ليبتعدان .. )
ستار
المشهد الرابع
( بيت محمود .. العروس بأبهى جمال , العريس يبدو أنيقاً كنجوم السينما , الحفل يبدو غالياً مُكلِفاً , كل ما في المكان يجعل الناظر يظن أنه في جنة صغيرة , بذخ , بزار , صخب , أضواء , مرح , غبطة .. محمود يُبشِر كأنه والد صحابي جليل ... يدخل رجال الشرطة , يرقص الجنود وفي وسطهم بضعة ضباط برتب مختلفة .. محمود يضع نقوداً على جباه الضباط المتصببة عرقاً , يلصق لهم النقود على جبينهم في ذلك المكان الذي سماه الناس مجازاً ب(الذِمة) .. يضع لهم نقطة و المفروض أن النقطة من واجب الزوار ...
- إظلام مفاجئ -
( إظلام يعقبه أصوات مبهمة , ضحكات , ثم صوت يقول ) :
- أين رأيت أمثال هؤلاء , أين يوجد هذا العَالم , هل ما آراه حقيقة أم أنه كابوس , هل من المنصف أن تكون القمة للصوص , لماذا وكيف صار للسرقة مسميات ومبررات , كيف .. لماذا .. متى .. ما هذا العَالم ؟ (يصيح بهياج) لقد سرقتم كل شئ حتى مبادئي و أحلامي .
ستار
النهاية
تأليف : محمد ابراهيم اسحاق