صوت الفرح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى : إنساني .. فكري .. إبداعي .. اجتماعي .. ثقافي .. أدبي .. عائلي ..شبابي .. ديني .. تربوي .. أكاديمي .. رياضي .. فني .. علمي ..أكاديمي .. ترفيهي..سوداني.. أسسه / محمد ابراهيم اسحاق في 7 يوليو 2011
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولاعجاب
كن مفكراً لأن الفكر لا يتعدى الاضافة
تجد فيه كل ما تريده عن كردفان

 

 خيال المقاته .. قصة قصيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد ابراهيم اسحاق
Admin



عدد المساهمات : 88
تاريخ التسجيل : 09/09/2011
العمر : 35
الموقع : السودان - الأبيض

خيال المقاته .. قصة قصيرة Empty
مُساهمةموضوع: خيال المقاته .. قصة قصيرة   خيال المقاته .. قصة قصيرة Emptyالإثنين ديسمبر 05, 2011 7:39 am

خيال المقاته
قصة قصيرة
بقلم : محمد ابراهيم اسحاق
الذهب .. الذهب .. الذهب , هذا ما صار يشغل الأذهان في الآونة الأخيرة , الكثيرون سمعوا عن المناجم السحرية التي تحقق الآمال في أيام أو أسابيع , فقط عليك أن تحفِر وتنتظِر حظك , و تصبِح غنياً .. الكثيرون تركوا أعمالهم التي مارسوها عقوداً من الزمان ليبحثوا عن الغنى في أيام , لذلك ذهب هو أيضاً , ذهب ليُنقِب , لم يكن له عمل بشكل دائم , و كانت له أحلام و طموحات رأى أن سبيل تحقيقها هو إحدى حُفر الذهب , إنطلق مع شُلة من أصدقائه , قاصدين الذهب , كانوا جميعاً شباباً لم يكمل أكبرهم سِن الثلاثين , أخذوا معاولهم و بعض العِدة التي تساعد في حَفْر و اكتشاف الذهب , ذهبوا الى مدينة سودري التي أصبح فقيرها يمتلك سيارة تايوتا لاندكروزر , الجميع في مدينة سودري حققوا أمانيهم , رغم أن الانسان لا يكُف عن التمني , وصل هو و أصدقائه و إستأجروا خيمة ليأوا إليها ساعات الحر و لتقيهم برد الليل ..
بدأوا أعمال التنقيب بعد أن سمح لهم صاحب أحد المناجم بالعمل في بئره , هم سيحفرون و بعد أن يجِدوا الذهب سيقدِمون له نصيبه الذي دفع ثمنه رسوماً لتصديق المنجم من المحلية , لأنها أرض الدولة .
في الأسبوع الأول لم يجدوا غير الثرى , حتى أنهم فقدوا الثقة في فكرتهم , إلا أنهم ما أن يرون سيارة فخمة يدعي راكبها أنه اشتراها من تنقيب الذهب حتى يذهب منهم بعض يأسهم و إحباطهم ..
كان أمله أن يشتري سيارة متوسطة للركوب الخاص , و يفتتِح مشروعاً صغيراً لكسب العيش ثم يتزوج , و لم يكن يجرؤ على التصريح بهذه الأحلام إلا بعد أن سمِع عن حكايات الذهب , و كيف أن الذي يأتي شحاد يعود وهو صاحب آلاف لا تُحصى , كان هائماً يُفكِر .. متى سيأتي حظه ؟ متى سيعثُر على الذهب ؟ متى سيعود وفي حقيبته ألآف الجنيهات ؟ متى سيحقق أحلامه التي أرقت لياليه؟ و بينما هو في هذه الحالة من الشرود إرتطمت قدمه بحجر على الأرض , كانت عثرة الحظ , تعثر على حجر بارز لم يلحظه , و عندما نظر الى الأرض وجد حجراً لامعاً , أحمراًً بلون الشمس وقت المغيب , حجراً في حجم بَلكة البِناء , حمله و عاد به الى خبراء الذهب جوار المناجم , الذين فحصوا الحجر و أخبروه عن المفاجأة , إنه الذهب الأحمر النادر الذي يساوي جرامه أضعاف جرام الذهب الأصفر , بالإضافة الى أن هذا الحجر عبارة عن كُتلة خالصة من الذهب , بلا شوائب , و تم وزن الحجر الذي ساوى سته كيلو جرامات إلا قليل , و أخذ ثمنه نقداً لتمتلئ حقيبة ملابسه عن أخرها بعد أن أفرغها من الملابس , و لم يخبر أصدقاءه بما حصده , إنطلق في غفلة منهم , قرر العودة الى مدينته دون إخبار أصدقائه حتى لا يحسدوه أو يحاولوا الإستدانة من ماله الذي صنعته الصدفة , حمل حقيبته و ابتعد كلص , أو كمن يخشى من ثأر , و عندما ابتعد و ظن أنه نجح و نجا , كانت تنتظره المصيبة , قراصنة الذهب , إنهم مجموعة أشرار ينهبون أموال العائدين من منطقة الذهب , يراقبون العمال ثم يتربصون بهم في الطريق و ينهبوا ثرواتهم , ولقد رصده هؤلاء القراصنة , رصدوا حجره النفيس , و حقيبة النقود , و تبعوه في تسلله حتى خرج من المدينة .. فصاح زعيمهم :
- أنت .. توقف يا هذا ..
إلتفت ليرى الثمانية الذين يتقدمون نحوه باسلحة بيضاء مسعورة , نظر الى الطريق أمامه , لا توجد سوى حقول مزروعة و بعدها طريق الأسفلت الذي عندما يصله سينجو , و انطلق مهرولاً , و من خلفه القراصنة , كانت حقيبته ثقيلة , و لكنه يشبه ذلك الثُقل الذي يصيب الأُم الحامل , الأم الحامل تحتمل هذا الثُقل لأنها تحِبهُ , و هو يحتمل هذا الثُقل لأن يحِبهُ .. إقتربوا منه و ابتعد منهم , ثم اقتربوا فإبتعد , كأنه يهرب من مَلك الموت , حتى عندما أدركه التعب فكر في ترك الحقيبة و النجاة بنفسه , إلا أن خيال أحلامه جعله يقلِع عن فكرة اليأس و ينطلق كأقوى فرس عربي أصيل , و لهث كثيراً , و لم تبدو له نهاية الحقول .. و عندما ينظر خلفه لا يجد إلا تضاؤل المسافة التي تفصل الخير عن الشر , إنه جانب الخير و هم الأشرار الذين يطمعون في حقوق الأخرين , و فجأة لم يعُد يحتمِل , أعيّتهُ الهرولة و شعر بإغماءة مفاجئة , و جرى بعزيمة , و على البُعد لاح له جسد رجُل يقِف بين الحقول , رجل أصبح كل أمله , اذا وصل اليه فربما يتركه هؤلاء الأشرار , حتى لا يكون شاهداًعلى جريمتهم , هكذا فكر .. و اقترب من الرجل الواقف و ... و بلا مقدمات سقط أرضاً , احتضن حقيبته الثمينة و سمِع وقع خطوات الشر تقترب و ... فقد وعيه ..
لم يدرِك كم مضى عليه و هو في ثبات عميق من اللاوعي , فجأة استيقظت كل حواسه , و التفت ليجد ذلك الرجل البعيد , لا زال واقفاًً في مكانه , نهض و إنطلق ليصل مكانه و يعرِف ماذا جرى , و عندما وصل الى الرجل أجهش بالبكاء , بكى بمرارة عندما تبيّن له أنه يقف أمام خيال المقاته .. ذلك الرجل الذي يصنعه االفلاحين من الحطب لإخافة الطيور الجارحة و الحيوانات من الاقتراب , كان يشبه رجلاً واقفاً , و لقد ظنه ملجأ , نظر الى خيال المقاته بغضب , كأنه يلومه على تصلبه و عدم مساعدته له , و خُيّل اليه أن خيال المقاته يشفق على حاله , و اقترب منه ثم جلس تحت ظله الصغير , و ظل يحسب ماذا خسِر و ماذا ربِح , و اكتشف أنه ربح شيئاً أغلى من كل كنوز الأرض , ربح حياته , و اكتسب قناعة عندما فكر في تأويل هذا الخيال , خيال المقاته .

تمـــــــــــــــــت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://wfpnews.arabfoot.net
 
خيال المقاته .. قصة قصيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صوت الفرح :: أشِعة الحُب :: حروف الريد-
انتقل الى: