صوت الفرح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى : إنساني .. فكري .. إبداعي .. اجتماعي .. ثقافي .. أدبي .. عائلي ..شبابي .. ديني .. تربوي .. أكاديمي .. رياضي .. فني .. علمي ..أكاديمي .. ترفيهي..سوداني.. أسسه / محمد ابراهيم اسحاق في 7 يوليو 2011
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولاعجاب
كن مفكراً لأن الفكر لا يتعدى الاضافة
تجد فيه كل ما تريده عن كردفان

 

 فيلسوف من بلادي .. قصة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد ابراهيم اسحاق
Admin



عدد المساهمات : 88
تاريخ التسجيل : 09/09/2011
العمر : 35
الموقع : السودان - الأبيض

فيلسوف من بلادي .. قصة Empty
مُساهمةموضوع: فيلسوف من بلادي .. قصة   فيلسوف من بلادي .. قصة Emptyالأربعاء نوفمبر 09, 2011 6:06 pm

فيلسوف من بلادي
ليس الفيلسوف وحده الشخص المتعلم المفكر , بل أن هناك فلاسفة في ثوب الانسان العادي البسيط الذي لا يدرك أن رأياً قاله هو أعظم ما يمكن أن يقوله فيلسوف مرموق ..
بقلم / محمد ابراهيم اسحاق
كنت مُسافِراً مثل كل الأشياء نهايتها سَفر , لكنها لم تكُن نهايتي , لأنه لا أحد يعرِف نهايته مع تأكُده من بدايتهُ .. بدايتي ميلادي , و نهايتي مماتي , كيف لي أن أعلم المجهول .. المهم أنني مسافر , ليس كسفر أيوب , سفره عظيم , و سفري عادي , لكن الذي جعله مميزاً هو ذلك الرفيق الذي صاحبني المسافة , على المقعد الذي يجاورني كان جالساً , هادئاً , مُتأمِلاً , نظرته الشارِدة توحي بخبرة و فهم عميق , جبينه ينبئ بعبقرية فذة , في عيونه الغائرة تبدو أسرار الكون جلية , كنت أتفرس في ملامحه , قررت من نفسي أنه لابد أن يكون مُفكراً أو شاعراً , لكنه لم يكُن أحد الاثنين , على يده اليُسرى كراسة صغيرة و القلم قابع في الأخرى , بين الحين و الأخر يَسْقِط بعض الحروف على الكراسة ثم يُعاوِد الشرود كأنه يطارد الأفكار , تلصصت عليه بفضول , كنت على قدر من الثقافة يجعلني لا أطيق أن أمسِك رغبتي في إكتشاف هذا الكائن , تنحنحت و رسمت على وجهي ابتسامة حقيقية و أنا أقول له وقد كَبُر عندي الاعتقاد بأنه شاعر :
- أرجو أن أنال شرف أول مَن يسمع قصيدتك الجديدة !
نظر إليّ بدهشة ولم يتضايق من تلصصي عليه وأخبرني بهدوء أنه لا يكتب الشعر بل يهوى الفلسفة .. كنت أعلم شيئاً عن أفلاطون وأرسطو و سقراط و غيرهم , وكنت أعلم أن للفلسفة أنواع ومدارس.. فقلت محاوِلاً أن أجعله يدرك أنني قادر على فهم كونه فيلسوفاً :
- ما الفلسفة ؟
كنت أريد تعريفاً , لكنه قال رأياً خاصاً به :
- انها البساطة و الوضوح..
قلت كأنني أبحث عن معنى أعمق :
- ماذا تعني بالبساطة و الوضوح ؟
قال بهدوء شارِد :
- أن أقنعك بأنك تستطيع حُب الشر اذا كان يرمز للمحبة , و تستطيع كُره الخير اذا رمز للسوء .. و أن النار ضُوء عظيم , لكنه أكثر حرارة فلا يرغبه الناس كما لا يرغبون الحقيقة ..
صمت مُفكِراً و لم أجِِد في ذلك بسيطاً و إن كان واضحاً .. أخذت نفساً عميقاً لأبدأ معه حواراً طويلاً استفيد به , و بدأت أسأله عن كتاباته و آراءه الفلسفية .. فأخبرني بحنكة أنه كتب الكثير و لن يستطيع أن يوجز في كلمات حصاد سنين , و رجح أن أسأله عن ما أُريد فسألته عن المرأة في نظره ! فسألني لماذا المرأة تحديداً .. فقلت له و لم أعْرِف من أين جاءني الرد اللبِق : لأن المرأة تمثل الأُم والأخت و الزوجة و البنت .. و رأيت نظرة اعجاب في عينيه جعلتني فخوراً بنفسي .. و بدأ يحدثني عنها المرأة .. أخبرني أولاً أن المرأة كل المجتمع هي تتعب لأجل نفسها و أنت تشقى لأجلها .. و هذا ما جعلني أستوعب قوله أن الرجُل عبد المرأة و إن رأى في نفسه الملِك!
فسألته عن الانسان فأخبرني ببساطة هو كل ما يملُك قلب و عقل .. قلت بمزاح إنه أمر بسيط .. فقال : ألم أخبرك أن الفلسفة البساطة و الوضوح .. ثم أضاف الانسان كرامة و مَن فقدها لا يستحق أن يُقال عنه إنسان .. أضِفت قائلاً : الانسان جسد و روح و عقل .. فقال مُصحِحاً اعتقادي الذي رآه خطأ لا يحتمل الصواب :
- الانسان هو الجسد , أما الروح فهي طاقة مُحركة , لا علاقة لها بما يُفكِره العقل و ما يضمره القلب , أي أن الروح بمثابة وقود للجسد , لا علاقة لها بخيره وشرِه .
قلت مُصِراً على رأيي بأن الروح صميم الانسان , فقص عليّ حجته :
- عندما تَوعَد الله الكافرين بالعذاب ركز على أنه سيعيد خلق جلودهم لمزيد من الجزاء , كما أن كل أعضاء الجسم تشهد على صاحبها .. و لم يأتي ذكر الروح في شئ من العذاب .. اذن فالانسان يَكْمُن فقط في الجسد .. أما الروح فهي من المخلوقات الربانية الخالدة التي يتوارثها الخلق .. فعندما يموت الشخص تنفصل روحه عن جسده لتعود الى السماء متطهرة من عوالق الجسد , و لتنزل في رحم سيدة مُحركة جنيناً أخر و لتستمر الحلقة ..
قلت معارضاً رأيه :
- على أي أساس افترضت هذا الرأي ؟
قال بأسلوب الواثق من صوابه :
- على أساس ما اكتشفه العلماء الروحانيين بعد استنطاقهم لعدد من الأشخاص تحت تأثير التنويم المغناطيسي , حيث استطاعوا أن تحضير أرواح أشخاص ماتوا لتتحدث أفواه أخرين على قيد الحياة و ليذكروا أحداث و وقائع بتفاصيل حدثت قبل مولدهم بقرون و بدقة ..
وجدت الأمر معقداً فغيرت مجرى الحديث و سألته عن الحُب و إستبشرت خيراً إلا أنه جعلني أُبدِل رأيي في الحب عندما أخبرني أن الحب كالشمس يحرِقنا لكن نحتاج إليه ! ثم أضاف أن الحب كالينبوع في وسط الصحراء لا يعثُر عليه كل التائهين العطشين ! و أن الحُب كالسراب مِا أن تظن أنك وصلت إليه حتى تجِده رحل .. نظرت الى تعابير و جهه و أدركت أن الحب رحل منه لذلك لم يقُل أن الحب هو سر سعادة الحياة .. قلت اذا لم تحب فشجع الناس على الحب .. صمت في ألم لا أعرف سببه ربما تجربة مريرة ..
سألته عن الذي يتمسك بالحياة ويظن أنه خالد .. فقال : اعتبر عمرك مائة وخمسون عاماً سيفنى ! نبهني ذلك الى أنه لا يوجد انسان مهما وصل الأرحام ليعمِر في الأرض لن يبلُغ المائة وخمسون عام .. باستثناء القليل مثل النبي (نوح) .
حدثني عن الفرح والسعادة قائلاً : إفرح ما دُمت لا تستطيع أن تسْعد .. أحزن قليلاً و لا تفرح كثيراً .. السعادة ليست في إمتلاك كل شئ .. جعلني هذا أذكُر أن البعض يعيش في شقاء رغم إمتلاكه كل أسباب السعادة .. سألته عن الظُلم فنصحني قائلاً : لا تقف مع الظالم حتى لو كان أنتَ ! .. و أخبرني أنه يوجد في السجن مظاليم , لكن لا يوجد مظلوم في جهنم .. الظالم يكون على حق في نظر نفسه ثم قال : لكل ليل فجر.. نصحني في الغضب أن لا أغضب مِن مَن أحببت حتى وهو غاضب مني .. سألته عن الحرية فأخبرني أنه لن يسعد العصفور بحصوله على قفص من ماس .. سألته عن الخطأ , فأخبرني أن شر الخطاءون المُتعمِدون , و اذا كنت على خِلاف مع شخص مَا فحاول أن تقنع نفسك أنك المخطئ ! سألته عن رأيه في السرقة فقال : لو كنت قاضياً لفقأت أعين اللصوص سألته في الحكمة فنصحني أن لا أستفِز فلا أُستَفَز .. و قال لي لا تبادر بالعداء .. سألته عن الاحترام والعيب .. فقال : اذا لم يحترم الانسان نفسه فأي نفس يحترم !! و العيب عيب في نكرانه .. طلبت منه أن يحدثني عن الغباء فنظر إليّ نظرة جعلتني أحس أنني أغبى من الحمير ! إلا أنني لم أغضب لأن وجهه لا يحمِل على الغضب و أكمل قائلاً : قمة الغباء أن تعتقد أنك الوحيد المُفكِر .. و قال لي لا تكُن بريئاً براءة الأغبياء .. سألته عن قمة المعاناة فقال : أن تعرق بالنهار و تأرق بالليل ..
ثم عُدنا الى حديث السعادة ليخبرني ان المرء اذا لم يسعد في طفولته فلن يسعد أبداً .. و أن لا أُقدِر سعادة انسان من ثروته .. و أنه كثيراً ما يكون الثراء سبب الشقاء .. و الحياة معنويات لا ماديات .. سألته عن رأيه في الفجوة بين الأباء والأمهات والأبناء قال : اذا إحتمل الوالدين إبنهُما في الصِغر سيحتمِلهُما الإبن عند الكِبر .. و اذا لم يفهم الأب أن إبنه صار كبيراً , فلن يفهم الإبن أن أباه يراه صغيراً .. أسهل على الأب فهم إبنه لأنه من الصعب للإبن فهم أبيه .. سألته عن الفقر فأجاب : ليس عيباً أن تكون فقيراً , لكن العيب أن تظُن الفقر عيباً .. طلبت أن يحدثني عن الكذِب فأخبرني أنه من أكبر الأخطاء أن تظن أنه لابد من الكذب للتماشي مع الحياة !!
نفدت أسئلتي فطلبت منه أن يحكيني ما يشاء من بحر فلسفته فبدأ قائلاً : أطمح ولا تطمع .. يعزيك الناس في كل موت إلا موت الضمير .. و اذا مات ضميرك فماذا تنتظِر من الحياة .. ثم قال : العود يشجيك ويطربك لكن لا يحِس بك .. لم أفهم ! يمكن أن يصبح الإبن أذكى من الأب .. لا تُقارِن فأخِر كل مقارنة شر ..الفتاة التي تعطي كل شئ تستحق أن تفقد كل شئ .. أصعب عدو هو النفس لأنها تُحاربك من الداخل.. و أغلق عيناه ليستجمع شتات أفكاره و يسألني ما الذي لاحظته في كل ما قلناه .. فقلت بصراحة لاحظت أنني أعلم كل ما تقوله لكن طريقتك أسلس و أفهم .. فقال : أحياناً ما يعجبك لا يعجب الأخرين ..
أراد أن يكتفي عندما وصل محطته فنزلت معه حتى اتمتع بحُسن كلماته .. قلت : ما أكثر ما يثير عجبك ؟ فقال : البعض يخشى الناس و لا يخشى الله .. قلت : ما العظمة ؟ قال : كل انسان عظيم اذا أراد أن يكون عظيماً .. وجدت سؤالاً ماراً بذهني فسألته : ما فائدة التوعية والمُدخِن يعلم أن التدخين ضار بالصحة ! فقال : التوعية ترتبط بالارادة والعزيمة و العقل السليم في المخ السليم .. قلت له هل تثِق في الناس بسهولة ؟ فقال : الثِقة تُكسب على مراحِل و تُفقد مرة واحِدة , إلا أنني شعرت أنه منحني كل ثِقته .. فسألته عن أجمل حكمة , فقال : أجمل حكمة لم تُنْطق بعْد , و أجمل قصة لم تُكْتَب بعد , و أجمل فِكرة لم تخطُر بذهن قط .. سألته هل فكرت يوماً أن تضيف حكمة لرصيد الحِكم فألقى عليّ حكمة تعثر عليّ فهمها , حكمة غريبة تقول ( اذا كسرت ذيل العقرب لن تصير عنكبوتاً ) لم أكن مهتماً بالفرق بين العقرب و العنكبوت ! المهم أنه يقصد شئ وسيفهم كل شخص على طريقته .. سألته متى تنتهي المشاكل ؟ قال : عندما يعُم التعليم الجميع .. قلت له قل شيئاً .. فقال : اذا لم نلحظ تقدُمنا فلا يعني ذلك أننا ما زلنا في نقطة الصفر .. سألته متى ينتهي الفساد الأخلاقي ؟ فقال : يجب أن تُزال مشكلتي العذوبة والعنوسة لينجو المجتمع من الفساد الأخلاقي .. قلت وما المجتمع ؟ قال : المجتمع هو أنا و أنت و هو و هي ونحن وهُم .. قلت : لماذا لا نتحِد بدل أن نخشى رأي المجتمع الذي نحن جُزء لا يتجزأ منه .. قلت : ما معنى التسامُح ؟ قال : أن تغفِر حتى لو لم يكُن الغفران مِن صِفات البشر ..و مَن سيُسامِحك اذا مات خصيمك .. طلبت منه نصيحة قال : لا تلتفِت لأعداءك بل التفت لأصدقاءك .. قلت : ما رأيك في الذي يُفارق الحياة مُنتحِراً ؟ فقال : المُنتحِر يفكر في ترك الدُنيا , و لا يُفكِر في مَن في جهنم و يتمنون لحظات في الدنيا يصلحون فيها من شأن أنفسهم .. و أضاف قائلاً :
- السعيد يرى الحياة أجمل نعمة و الشقي يرى الموت أفضل نِعمة ..
حاولت أن أمدحه إعجاباً به فقال : لا تمدحني في حياتي فتزيد حِقد أعدائي .. قلت بدهشة : و هل لك أعداء ؟ نظر الى سزاجتي قائلاً : الحياة ليست كما تبدو فأدرُسها قبل أن تتوه في دهاليزها .. لم أفهم القصد فأومأت , وسألته سؤالاً جديداً عن الأُمة الناجحة فقال : الأمة الناجحة هي التي يعرف كل فرد فيها ماذا يريد و ماذا يُقدِم ..أي كيف يتفاعل مع المجتمع .. صمت لأجعله يضيف وكانت عادته فقال : الطائر لا يحتاج مِن يُعلِمه الطيران ! ما معنى هذه الحكمة هنا هو فقط يعلم , قلت له مُتحسِراً لأنني لم أكمل تعليمي .. فقال : غاية الدراسة التعلُم و ليس الدرجات العالية فقط .. وصمتنا .. فجأة سألني هل تُحِب ؟! شعرت بدهشة و أنا أسألهُ : لماذا هذا السؤال ؟ قال : يجب أن تعلم أن الرجل يحب بعينيه و أن المرأة تحب بأُذنيها .. و أدركت كم هو مُحِق في أن المرأة يعجِبها الكلام الجميل و الرجُل لا تملأ عينيه إلا المرأة الجميلة .. شجعتني مبادرته فعُدت الى دوامة أسئلتي الرتيبة .. عُدت لأسأله عن بعض الأمور العالقة بذهني قلت له : لماذا يقولون أن القانون لا يحمي المغفلون .. تنهد قائلاً : لأن هؤلاء المغفلون طيبون .. و أدركت أنه يعني أن القانون لا يحمي الطِيبة .. أضاف: إنه الشعار الوحيد الذي لا يمت للانسانية بصلة , انه الشعار الذي يدعو لنبذ الثقة.
قال كلاماً عاماً عن الفلسفة : ليس الفيلسوف وحده الشخص المتعلم المفكر , بل أن هناك فلاسفة في ثوب الانسان العادي البسيط الذي لا يدرك أن رأياً قاله هو أعظم ما يمكن أن يقوله فيلسوف مرموق ..و إبتسمت و أنا إستخلِص من قوله أن الفلسفة علماً لكنها أيضاً فطرة لا يلحظها البعض في أنفسهم , قلت : هل تعني أن كل الناس فلاسفة , فقال : ليس كل الناس , بل أؤلئك الذين يبحثون عن تفاسير منطقية للأشياء , مع اضافة الحِس الخاص الذي يَصْبِغ على الشخص صفة الفلسفة .. قلت له : هذا يعني أن كل الأراء لا تمثل فلسفة , فقال , الرأي في حده لا يمثل فلسفة , و إنما الفلسفة في التفسير .. سألته سؤالي الأخير الذي اعتبره بحث حياتي : هل تؤمن بوجود كائنات عاقلة على كواكب أخرى ؟ فأجابني بعد مقدمة قصيرة قال فيها :
- الكون بجانبيه المرئي و الخفي مُجسِداً إعجاز الخالق , لا يمكن لمخلوق أن يجزم بقدرته على فك طلاسيمه , إلا أنني أرى أن حجم هذا الكون أكبر بكثير من أن يكون لنا وحدنا معشريّ البشر و الجن , و أنا على يقين و إيمان بأن هناك في أعماق الكون كائنات تحيا في بيئات تُوافِق طبيعتها , كائنات تقطن الكواكب , كما هنا توجد كائنات بيئتها الصحراء , و أخرى بيئتها الجبال و الغابات , و كائنات تسكن الماء , و كائنات تجعل باطن الأرض مقاماً لها , و لكني أشك في أنها كائنات عاقلة , فقط يمكن أن نطلق عليها أنها تحيا لتموت مثل ما نحيا و نتكاثر ثم نموت ..
كان رأيه بين الشك و اليقين إلا أنه وافق هوى نفسي , فزاد ايماني بأن هذا الكون الفسيح ليس لنا وحدنا , و إلا لإستطعنا حل كل التساؤلات , و لم أجد أسئلة أخرى حاضرة فسألته عن أقصى أمانيه و أحلامه فقال : أن أترُك بصمة قبل أن أفارق الحياة .. لقد كان متواضعاً ..
و مضى لحال سبيله و تركني حائراً أبحث عن معاني تلك السطور التي كان قد خطها على على قُصاصة ورق .. تلك القصاصة التي تلصصت عليها دون أن يدري و لم أسأله لأنها بدت لي .... لقد كان يكتُب :
(( أعظم رِهان هو ذلك الذي صرحت به الملائكة عندما قالوا وقت خلق آدم " أتخلِق في الأرض مَن يعث فيها فساداً و يسفك الدماء " .. لقد خلق الله آدم لِيُعمِر الأرض و لكن ماذا فعلت ذريته .. لقد خلقهم الله للخير و لكنهم تفننوا في صنوف الشر .. مَن كسب الرهان ؟!
هذا أخر ما كان يكتبه و ما استطعت قراءته عندما قاطعته .. و أنا في حيرتي لم أفكر في مَن كسب الرهان و لكن مَن الذي خسره ! .. و لم أجرؤ على التفكير في الاجابة , ربما يقصد معناً غير الذي فهمته , ربما للسطور معاني أعمق من إدراكي , ربما لا تعجبني الحقيقة , كما لا يُعجب الناس بتلك الحقيقة الخالِدة , وهي أن الموت قادِم لا مُحال .
تمت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://wfpnews.arabfoot.net
 
فيلسوف من بلادي .. قصة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صوت الفرح :: أشِعة الحُب-
انتقل الى: