صوت الفرح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى : إنساني .. فكري .. إبداعي .. اجتماعي .. ثقافي .. أدبي .. عائلي ..شبابي .. ديني .. تربوي .. أكاديمي .. رياضي .. فني .. علمي ..أكاديمي .. ترفيهي..سوداني.. أسسه / محمد ابراهيم اسحاق في 7 يوليو 2011
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولاعجاب
كن مفكراً لأن الفكر لا يتعدى الاضافة
تجد فيه كل ما تريده عن كردفان

 

 موسم الحب .. قصة قصيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد ابراهيم اسحاق
Admin



عدد المساهمات : 88
تاريخ التسجيل : 09/09/2011
العمر : 35
الموقع : السودان - الأبيض

موسم الحب .. قصة قصيرة Empty
مُساهمةموضوع: موسم الحب .. قصة قصيرة   موسم الحب .. قصة قصيرة Emptyالإثنين سبتمبر 12, 2011 11:40 am

مُوسِم الحُب
بقلم / محمد ابراهيم اسحاق

( لقد فاتني القطار )

هذا ما نطق به (أحمد) وهو ينظر الى ساعة الحائط التي شارت الى الحادية عشرة صباحاً , كان عليه التواجد في المحطة مند الساعة التاسعة حتى يستقل قطار العاشرة , لكن تأخره في الاعداد للسفر جعله يخسر مبلغ التذكرة .. ابتسم قائلاً لنفسه :

- لقد ضاعت ساعة من عمري ولكن لن تضيع باقي ساعاتي ..

حزم أمتعته البسيطة وخرج من داره مبتسماً سعيداً فهو مؤمن بأشياء كثيرة منها أن العُمر مجرد ساعات أو ربما سُويعات ..

وصل الى المحطة في تمام الثانية عشرة ليستقل القطار التالي في رحلته اليومية , وضع أمتعته وبدأ يتصفح بعض الصُحف التي وجدها بجواره .. شعر بأن هناك شخص يراقبه , ربما هي الحاسة السابعة ورفع عينيه ليحدق في الفتاة التي تقابله على المقعد المواجه لكرسيه , ابتسم في وجهها .. فإبتسمت بإرتباك قائلة :

- كنت أقرأ معك الصحيفة , أسفة لم أقصد أن أزعجك ..

لم ينزل عينيه من عليها وهو لا يكاد يصدق أنه يجلس أمام هدا الجمال وسأل نفسه كيف لم يلحظها مند البداية , فقال ممازحاً :

- لا عليكي , حتى أنها صحيفة قديمة , هيا خذيها ..

ناولها الصحيفة وهو يملي عينيه بملامحها الرقيقة و عينيها الآسرتين , تلفت ليتأكد من أن لا أحد بصحبة الفتاة .. انتظر حتى قرأت الفتاة موضوعاً فبدأ مناقشتها قائلاً :

- هل لاحظتي أن كل الصحف متشابهة , هناك فقط اختلاف في العناوين و بعض الأحداث ..

كان يريد أن يتجاذب معها الحديث , أي حديث المهم أن يستمتع بصحبتها و بسماع صوتها الكناري , وتحدثت الفتاة بلباقة جعلته يكُف عن الحديث وينصِت لهذه المرهفة التي غلبته حنكة وثقافة .. وفجأة تذكر أمراً , تذكر لماذا فاته القطار ؟! مؤكد حتى يلتقي بهذه الملاك , كان يؤمن بأن لا شئ يحدث بلا سبب ..

كانت حياته روتينية , نوم واستيقاظ وعمل ونوم , لم تكن له علاقة بفتاة رغم أن الفتيات موجودات في مجال عمله , لكنه لم ينجذب يوماً لإحداهن , فما باله اليوم تأسره هذه الجميلة , وتذكر كلمات صديقه المقرب :

- الحب له وقت .. له موسم .. ما أن يستعد له الانسان حتى يشعر به , ربما يأتي فجأة أو على مراحل , يمكن أن تحب من نظرة أو من لقاءات عديدة ..

فكر (أحمد) لماذا لا يكون كلام صديقه حقيقة ؟ مؤكد لن يستطيع الانسان أن يبادل الحب في أي وقت , الحب يحتاج الى صفاء النفس وبهجة الروح واستقرار المشاعر حتى نوجهها تجاه شخص ما .. . همست الفتاة :

- أين شرد ذهنك , فيما تفكر ؟

ابتسم (أحمد) وحدجها بنظرة جديدة , نظرة تحمل شئ من العاطفة , فبدا عليه الحنان ممزوج باللطف و الاهتمام وقال :

- الحقيقة كنت أفكر في أن لكل شئ سبب , فعندما يتجاور شخصان في أي ظروف لا يكون ذلك عبثاً..

قالت ممازحة :

- ماذا تقصد ؟

قال بصِدق:

- كان علي َ أن أُسافِر على قطار العاشرة و لقد سبقتني الرحلة حتى استقل هدا القطار و أصبح رفيقك , ولا أعرف لماذا شعرت معك بكل هذه الإلفة رغم أنني لم أعرف إسمك بعد ..

قالت بخفوت :

- اسمي براءة

قال :

- اسمي أحمد

قالت :

- ................

قال :

- ......................

قالت :

- .....................

قال :

-.................

تحدثا كثيراً , كان سفر القطار ممتعاً وكانت المسافة طويلة , أطول من الحديث الذي دار بينهما .. وعاد (أحمد) لشرود ذهنه و سأل نفسه : ماذا ستقول عليَ لو قلت الآن أنني أحبها ؟! مؤكد ستظن أنني غارق في الخيال و فجأة سألها :

- هل أنتِ مرتبطة ؟

ابتسمت بعذوبة جعلته يتيقن من أنها أيضاً تعيش معه في موسمه , موسم الحب و أجابت :

- حتى الآن لم أحب و لا أعرف لماذا ؟ ..

نظر إليها متشككاً ثم زال شكه عندما إكتشف أنه أيضاً لم يحب إلى الآن و لا يعرف لماذا .. قال :

- هل تؤمنين بأن الحب يأتي في وقت يكون فيه الشخص مستعداً فيه لهذا الإحساس ..

قالت :

- الحب يأتي في أي ظروف , حتى في الحرب يمكن للشخص أن يحب ..

قال :

- أنا لا أعني الوقوع في الحب بذاته , بل أعني الشخص فأي شخص له وقت تزيد فيه رغبته في أن يحب وهذا ما أُسميه موسم الحب ..

قالت بخبث :

- وهل أنت الآن في موسم الحب ؟

نظر إليها وقال بكل ثقة :

- أظنني غارق في موسم الحب حتى أُذُنيَ و ...

تضرج وجهها وهي تنصت لحديثه المعسول عن جمالها وعن رقتها وعن وعن و سألها :

- هل أنتِ الآن في موسم الحب ؟

ابتسمت بسعادة وسألته :

- هل تظن الحب يأتي في رحلة ؟

قال :

- بل يأتي في لحظة ..

قالت بهمس :

- أظنه قد أتى ..

قال :

- أنا محظوظ ..

قالت :

- كيف ؟

قال :

- لأن القطار فاتني و إلا لكنت خسرت الموسم مثلما خسرت أشياء أخرى ..

قالت :

- هل تشعر بالسعادة الآن؟

قال :

- دائماً كنت أعدو في الحياة وأبحث عن أشياء ..

قالت :

- تبحث عن ماذا ؟

قال بتأمُل وشرود :
عدوت نحو أبيات الحياة
أبْسُم كلما لاحت هُناك سعادتي
أبْسم كلما مال المغيب
أبحث عن شئ قريب
أبحث عن لحن جميل
عن شخص نبيل
أبحث عن معنى جديد
عن لون جديد
أبحث عن شخص وحيد
وعن قلب لأجعله سعيد
وبانت هُناك تلوح لي
تحثني نحو المضي
نحو التغني

قالت :

- كلنا نعدو في هذه الحياة المهم أن نجد ما نعدو خلفه ..

قال مبتسماً :

- لقد وجدت ما كنت أصبو إليه ..

صمت الاثنان و تركا العنان للأذهان لتنطلق في تفكير عميق حول هذا الموسم , و وصل قطارهما الى محطته ليبتعدان على وعد باللقاء ..

في طريقه كان (أحمد) يفكر لقد انتهت رحلة القطار لكن سيدوم الموسم , لقد وعدها بأن يحيا على أمل أن يظلان معاً في موسم الحب .


تمت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://wfpnews.arabfoot.net
 
موسم الحب .. قصة قصيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صوت الفرح :: أشِعة الحُب-
انتقل الى: