صوت الفرح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى : إنساني .. فكري .. إبداعي .. اجتماعي .. ثقافي .. أدبي .. عائلي ..شبابي .. ديني .. تربوي .. أكاديمي .. رياضي .. فني .. علمي ..أكاديمي .. ترفيهي..سوداني.. أسسه / محمد ابراهيم اسحاق في 7 يوليو 2011
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولاعجاب
كن مفكراً لأن الفكر لا يتعدى الاضافة
تجد فيه كل ما تريده عن كردفان

 

 رحلة العرديب .. قصة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد ابراهيم اسحاق
Admin



عدد المساهمات : 88
تاريخ التسجيل : 09/09/2011
العمر : 35
الموقع : السودان - الأبيض

رحلة العرديب .. قصة Empty
مُساهمةموضوع: رحلة العرديب .. قصة   رحلة العرديب .. قصة Emptyالإثنين ديسمبر 05, 2011 7:37 am

رحلة العرديب
قصة
بقلم : محمد ابراهيم اسحاق
الزمان : ابريل 2010
- هُناك في القرية ستجِدون الكَرم , سترون جمال الطبيعة , سيحمِلكم الناس على رؤوسهم ترحيباً .. لا تتصورون قدر إعزازهم للضيوف , سيذبحون لكم الشاة , و يقومون على خِدمتكم كأنكم أُمراء و ...
هذا ما إدعاه صديقي ليستدرِجنا أنا و صديقي الأخر في رحلته الى القرية التي زعم أنها قريتهم , كان من مصلحته أن يصحبنا معه , لأنه محتاج الى رُفقاء درب , و لحوجته الى دراجتي النارية , التي تتيح لي الانطلاق في رحلات أحياناً طويلة و مرات الى مسافات قصيرة , لكن في كل رحلة أمُر على مغامرة مثيرة أو تجربة جديدة تجعلني اذداد خبرة في هذه الحياة العجيبة ..
هذه المرة انطلقت بالدراجة أنا و صديقاي , و لا داعي لذكر اسميهما , المهم أننا الثلاثة امتطينا مقعد الدراجة المخصص لشخصين .. لم يكن أمر الرحلة يعني لي شئ , لكنه يعني كل شئ لصديقي الذي أغرانا بمرافقته , كان يَدْرُس في احدى كليات العلوم الزراعية و يقوم بكتابة بحث عن شجرة العرديب و تُربتها و ثمارها , و كان عليه أن يذهب الى احدى المناطق المشهورة بشجر العرديب الجيد , طيب المذاق , فإختار تلك القرية التي ذهبنا إليها .. كانت القرية في الاتجاه الشمالي الغربي من مدينة الدلنج , و كانت مسافتها حوالي ثلاث و ثلاثون كيلو مترات على الأسفلت , و بعدها نحو ثمانية كيلو مترات أخرى على الأرض , أي حوالي واحد و أربعون كيلو متر .. انطلقنا بأقصى ما تسمح به الدراجة , و كنت أعشق النظر الى مؤشر السرعة عندما يرتد بعد وصوله النهاية , أي أنه كانت تنقصنا أجنحة لنطير بتلك السرعة الفائقة , إنه حب المغامرة , و لأن أجلنا لم يكتمل و بفضل الله فقد وصلنا الى مبتغانا , وصلنا تلك القرية التي لا يمكن كتابة اسمها بأي لغة , لا بالعربية و لا بالانجليزية و لا بأي لغة معروفة , إنه اسم يتكون من حروف إخترعها بعض الفارغين لإعجاز أهل اللغة , و لكن الأمر الغريب أنك تستطيع نطق ذلك الاسم دون أن تجد لحروفه تصنيفاً ضمن مخارج الحروف ..
كان صديقي صادقاً عندما إدعى أن له أهل في تلك القرية , و ذهبنا الى ذلك المنزل الريفي البسيط بعد أن تُهنا عنه و إضطررنا لسؤال المارة الذين يحدقون بنا شذراً , ربما لأننا نرتدي سراويل جينز , أو لأننا نضع نظارات شمسية على أعيننا , أو لأن شعر رؤسنا مصفف وهم لا يصففون شعر رؤوسهم ربما .. الكثيرون حدقوا بنا , لكننا وجدنا مَن يدُلنا على منزل أهل صديقي , و وصلنا رغم أنهم يتهامسون و لم أكُن أعلم لماذا ..
في منزل أهل صديقي رحبت بنا جدته , و أجلستنا داخل دُرْدُر على عنقريب متهالك , كانت هذه استراحة الضيوف , و من لحظة لأخرى كنا نحدق الى تلك القطية التي أمامنا , ربما هي غرفة المعيشة , ربما سيذبحون لنا الشاة , ربما سنرى كرماً لم نَعْهدهُ في حياتنا , و بقينا منتظرين , وجاء الكرم من جدة صديقنا , كانت الوحيدة الموجودة بالمنزل , الجميع ذهبوا الى الرعي و الزراعة و بقيت هي لأنها في سِن المعاش , قدمت لنا عصيدة ساخنة ملتهِبة كالبركان و معها حِمم , أقصد مُلاح , لكنه ملاح فريد , لم يعده شِيف من قبل , ملاح لا لون له و لا رائحة , إلا أنه طاعم و لذيذ , و كان بودي السؤال عن مكوناته لولا الحرج , جلست معنا الجدة و بأصابع يدها الجافة شقت العصيدة لتأخُذ رُبْعها في لقمة عادية و تبتلِعها مُشجِعة لنا لنبدأ , وكانت البداية صعبة لأن البركان ما زال حامياً , طلبنا معالق لكن الغريب أنه لا توجد و لا ملعقة واحدة ! و جالت بخاطري أسئلة : كيف يعِدُون الشاي بلا معالق , كيف يأكلون الجلي و الأُرز .. و سقطت عيناي على عُدة مساويك محشورة بين أحطاب الدُردُر , و على أحد المساويك آثار شاي و الثاني عليه آثار بُن و الثالث آثار لبن , و سُرِرت لهذا الاكتشاف إنها المعالق .. مضى الوقت بعد أن شربنا الشاي و بعهده القهوة , و كنا في ابريل و كان المفترض أن ننتظر مشروباً بارداً يوازن حرارة المناخ ..
كانت الساعة السادسة مساء و بدأ الظلام يظهر شخصيته للوجود و يتفرعن على الشمس التي بدأت تنزوي خجلاً من القمر الذي قرر الحضور باكراً تلك الليلة .. خرجنا الثلاثة و معنا الرابع قريب صديقي الذي أتى من زراعته و قرر مساعدتنا للوصول الى أفضل شجر العرديب ، و من ثم نحوم على المنتجعات السياحية في القرية , و الحق يُقال أن القرية كانت جميلة بأشجارها العالية المتنوعة , و منازلها العشوائية التي تبدو كمتاهة مقصودة , و أهلها الطيبون الذين هضمونا بعد أن علِموا أن لصديقي أهل بينهم , أي أننا لم نعُد غرباء ..
في الطريق كان أهل القرية كُثُر في طريق عودتهم الى المنازل بعد يوم عمل شاق في الفلاحة و الرعي .. و في الطريق أيضاً توجد فتيات جميلات بلا مكياج , هادئات , واثقات , محافظات , هذا ما يبدو و الله أعلم .. الرابع الذي يرافقنا و الذي يحاول أن يبدو متحضراً قال لنا بمرح :
- لقد أطلقوا عليكم الشائعات .. أنا كنت في الحقل عندما سمعت البعض يقولون أن هناك غرباء و أنهم ...
و كنت اتخيل أن شكوكهم و شائعاتهم لن تتعدى أن يقول بعضهم أننا ننتمي الى جهة أمنية , أو أننا محصلين المحلية , بل قد يجمح الخيال بأحدهم و يظن أننا جئنا رأساً من وزارة الزراعة و الثروة الحيوانية الاتحادية , أو أننا جئنا من أجل الانتخابات .. كل هذه شائعات واردة في مجتمع كهذا .. مجتمع منغلق لكن له ثقافته , حيث يخرُج الرجال ليتسامرون تحت ظل القمر , و يُنطِط الصِبْيّة كالأرانب و هم يتغنون بكلمات من ألحان أبهاتِهم , أما الفتيات الصغيرات فيجلسن تحت جداتهن كما يكون البيض تحت الدجاج لينتظِرن حكاية كل ليلة , فاطنة السمحة أو عم الغول , و الفئة الأخيرة و هُن الفتيات الأكبر من خمسة عشرة ربيعاً حيث يقضين لياليهن في الخيال و انتظار فارس الأحلام الذي غالباً ما يكون في الحقل المجاور للحقل الذي تعمل فيه الحالمة ..
مضت ساعة و أصبحت السابعة , و كنا قد تحصلنا على ثمار العرديب و نموذج التربة , و وضعنا كنزنا الثمين في كيس بلاستك أنيق ثم تماطلنا عن حمله حتى حمله عنا ذلك الحمال الرابع الذي جعله الفضول يلازمنا بإسم المساعدة , و كان في كل مرة يحاول أن يسأل عن سماعة البلوتوث المثبتة على أُذُني اليسرى , كان ينظر اليها كثيراً بإنبهار كأنه سيسألها هي , حتى أنني أشفقت عليه فأخرجتها من اذني و وضعتها على أُذنه وسط دهشته .. استمع الى كلمات نذار قباني بأداء كاظم الساهر فبدت عليه الحيرة رغم أنه حاول أن يتظاهر بالفهم ..
عدنا الى المنزل .. صلينا المغرب في جماعة مع آل البيت , كل منزل يصلي أهله في جماعة , وكل أب يكون إمام أبناءه و الإبن الأكبر يكون المأمون , لا يوجد مسجد و لا يتجمع الجيران ليصلوا في جماعة , كأن الجميع لا يثق في إمامة أحد .. بعد الصلاة قدموا العشاء , و كان أفضل من الغداء , نفس العصيدة و الملاح العجيب , لكن هذه المرة أضافوا طبقاً جديداً يحتوي على .. على .. على أظن أنها قُمرية لأنها بلا شك أصغر من أصغر حمامة , قمرية وحيدة مشوية في وسط الطبق , كأنها فِتْنة أو إختبار لأدبنا أمام الجنس المشوي.. و في حيرتنا و تساؤلاتنا عن مِن يأخُذ الغنيمة , فاذا بصاحبها يأخذها , إنها قمرية الأب , عمود الأسرة , هذه القمرية هي مكافأة نهاية اليوم التي يحصل عليها يومياً و لا يتركها حتى للضيوف ! و أمام دهشتنا أكلها , بل إبتلعها لأنها مثل قُرص دواء مقارنة بالحمام و الدجاج و ... و بعد العَشاء و صلاة العِشاء نمنا , أنا و صديقيّ , لم ننتظِر روتانا قمر التي سيقيمونها على شرفنا , نمنا و كنت أحلم بتفاصيل اليوم التالي : في الصباح سيقدمون لنا وجبة دسِمة , خروف كامل مشوي لأجل خاطرنا ... و استيقظت على آذان الفجر , و كان الطبيعي أن يستيقظ الجميع عند أذآن الفجر , لأن الضوضاء تبدأ ذلك الوقت بالتحديد .. تصيح الديوك , و تنهق الحمير , و تصهل الخيول , و تنبح الكلاب , و تغرد الطيور .. كل ذلك في وقت واحد , كمنبه مضبوط على ساعة الفجر , لكن الغريب أنها تبدو موسيقى هارمونية , تبدو تلك الأصوات كأجمل مقطوعة لبيتهوفن , و أجبرتنا تلك السيمفونية العجيبة على الاستيقاظ الكامل و ادراك وضعنا الحالى .. توضأنا و صلينا الصبح , و بعدها جاءت الجدة العجوز لتطمئن على سلامتنا , و تُقدِم لنا الشاي و الحليب , و بعد الشاي جاء ذلك الرابع المرشد السياحي ليقدم لنا خدماته قسراً .. خرجنا من الدار يتقدمنا ذلك الدليل بإعتبار أن أهل مكة أدرى بشعابها , سلكنا طُرقاً كأن مهندسها ثعبان , سرنا خلف دليلنا على أقدامنا حتى وصلنا الى نهاية القرية , حيث توجد آبار و مضخات للمياه , و لكن الشئ المُريب في مكان الماء أن الجميع فتيات و شباب , الجميع بلا إستثناء , لا يوجد طفل و لا شيخ , كأنه ملهى باريسي , أو نادي سويدي .. و جلسنا على البُعْد نحدق ذلك المشهد الذي يبدو ككليب هندي و لكن أين البطل , الجميع هناك أبطال , أحدهم يَقْرُص الفتاة التي بجواره فتبتسم له , أخر يغمز لفتاة بعيدة عنه فتقرب بلا حياء من نظرات الأخرين .. بإختصار يبدو المكان كساحة للغرام , أو حديقة حب , أو بار , أو ... الله أعلم .. هؤلاء الفتيات اللاتي رأيتهن منحلات هُن هن الفتيات اللاتي بدّوَن محافظات , مهذبات بالأمس , هنا في مكان الماء تتشرب الحيرة و ترى أجلى صور النفاق في هذا الانحلال الذي يختفي في المساء داخل القرية , كيف يكون الانحلال بالصباح و الالتزام بالمساء , انهن يلتزمن بالتقاليد داخل القرية , أما هنا في مكان الماء , على شاطئ الغرام , فإنهن يصيفن , وفي المصيف تجوز كل الممنوعات و تختفي كل التحفُظات , هنا ضحكات عالية , خليعة , صخب مزعج يبدو لهم مُبهِج ... لم يعيروا وجودنا اهتمام , لم يرمقنا أحدهم لثانية , كل شاب مشغول بفتاته , كأن ما أمامهم أهم ما في الحياة ..
بعد قليل إنفض معشر الماء من الجنسين لتخلوا الساحة إلا من آثار أقدامهم المقترنة , و حينها قال مرافقنا الاجباري بحماس :
- سأجعلكم ترون أشياء لم تتخيلوا وجودها هنا !!
كانت طريقة كلامه تنبئ بأن ما سنراه ذا أهمية فإشتعل فضولنا , إنطلق أمامنا و نحن خلفه كقطيع صغير , ذهبنا خلفه و لم نكن ندري الى أين يقودنا .. ربما سيقودنا الى منجم ذهب , أو الى حُفرة صنعها نيزك ساقط من الفضاء , أو الى عين ماء , أو الى شجرة أكِلة للحوم البشر , أو كهف مسكون بالجن , أو بُقعة رمال متحركة , أو سنشاهد حيوانات مفترسة , أو و أو و أو ... و توقف و أشار لنا مُحذِراً لنا عن الحديث , و إقتربنا منه لنختفي خلف شجرة كبيرة و نشاهد ذلك المشهد الذي بدا غير مألوف في ذلك المكان , مشهد عادي يمكن أن تراه في أزِقة المدينة و لكنه هنا يبدو شاذاً , فتاة في حُضن عشيقها , يبتلع شفتيها بنهم كأنه سيأكل فمها , قبلة كأنها قُبلة العنقاء , تسمرنا مندهشين أو مستمتعين .. أهكذا صار حال القرى .. لم ننتظر لنراه يجردها من ثيابها و ... ذهبنا متسللين حتى لا نُضيِّع عليهم لحظات نشوتهم .. و ابتعدنا لمسافة خمسة عشر شجرة , و المسافة بين كل شجرة و أخرى لا تقِل عن مترين , توقفنا بأمر قائدنا المرافق , الذي بِتْنا نكُن له شعور لا نعرف أهو احترام أم احتقار , أشار مرافقنا الى جوز أخر , و لكن بوضع أكثر تطوراً لا مجال لذكره هنا , و لم نسمح لأنفسنا بمشاهدة المزيد .. عُدنا أدراجنا , و كنت بين نفسي أتحسر على حال القرى بعد ما رأيته في هذه القرية , ثم جاءتني المفاجأة القاصمة على لسان مرافقنا الذي قال :
- تلك الفتاة الأولى هي شقيقة ذلك الشاب الذي رأيتموه للتو مع الفتاة الثانية , وهذه الأخيرة شقيقة الشاب الأول , و الشاب الأول صديق للثاني , و كذلك الفتاتان صديقات , لكن كل ما يحدُث دون عِلم أي شقيق من شقيقا الفتاتان , أي أن كل واحد فيهم يظن أنه ذكي و يستغفل صديقه , وفي كل يوم تخرج الفتاتان لجلب الماء بينما يتبعهما الشابين كل من طريق , و في طريق العودة تذهب كل فتاة منهن في طريق لتجِد ضالتها , ثم يلتقيان بعد ساعة عند مدخل القرية لتبدوان بريئتان , و ليعود الصديق الى صديقه كأنه لم يخُنه منذ قليل ..
و ألجمتنا المفاجأة , هذه الرواية التي تبدو كعقدة أوديب , و في طريق عودتي سقطت عن ذهني تلك الفكرة الشريفة عن بنات القرى , الفتيات الريفيات , البسيطات , الأصيلات , اللاتي لا علاقة لهن بالديجتال و لا بالنت , ولكن يبدو أن الفطرة أقوى من كل الوسائل الرقمية ..
في اليوم الثالث قررنا الرحيل حسب برنامجنا , جمعنا مستلزماتنا البسيطة التي أتينا بها و معها تربة و ثِمار العرديب , حزمنا الأمتعة في حقيبة ظهر قماشية متوسطة الحجم ليعلقها صديقي على ظهره , و لنمتطي الدراجة النارية عائدين من رحلة العجب , كان رجوعنا في عشرون دقيقة رغم أننا عند مجيئنا استغرقنا قرابة الأربعون دقيقة , إنه تحطُم الموازين الذي جعل الشرف و الكرم يختفي من القرى , و أخرجنا بعض العرديب لنمتصه في تلذُذ , كان مذاقه حُلواً , ربما يشبه تلك القبلة التي رأيناها , و كانت نهاية رحلة العرديب التي بقى لي من ذكراها طِيبة و سماحة تلك الجدة العجوز و ملامح وداعها لنا وقت الرحيل , كأننا أبناء لها لم تلِدهم .
تمت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://wfpnews.arabfoot.net
 
رحلة العرديب .. قصة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صوت الفرح :: أشِعة الحُب :: حروف الريد-
انتقل الى: