علامات حُب ..
بقلم / محمد ابراهيم اسحاق
ما هو الحب .. هل هو تلك الخفقات التي يخفقها القلب , أم ذلك التفكير العاطفي الذي يهيم به العقل ؟! أم هو مزيج من الاثنين حيث تجتمع مشاعر القلب مع إقتناع العقل لِتصنع حُباً .. أم أن الحب موجود في الروح .. و أين هي الروح ؟ اذن فالحب شئ هلامي كالروح و لكنه حقيقي .. شئ يمكن أن نتوهمه مرات و لكنه حاضر .. الحب شئ وجداني يحسه كل الناس و لكن بعضهم يعتبره ضُعفاً لذلك لا يُظْهِره أو يشهر به , فيبقيه سراً عن أحب الناس إليه .. الله موجود و لا نراه , كذلك الحب موجود ولا نراه فقط نحسه كما نحس دائماً بأننا تحت رحمة الله ..
الحب يشمل كل العلاقات الاجتماعية و الاسرية , بل نستطيع أن نطلق على كل العلاقات صفة الحب .. فالأمومة حب والأُبوة حب و الأُخوة حب و الصداقة حب و الزمالة حب و الجِيرة حب و العُشرة حب .. كل علاقة وافقنا على الإرتباط بها إرادياً أو قدرها الله لنا فهي علاقة حب , لأنه لا توجد علاقة بدون رضى أحد الأطراف ..
ولكن أجمل و أصدق حب وهو المشهور هو ذلك الذي ينشأ بين ولد وبنت أو شاب و فتاة أو رجل وإمرأة .. ذلك الحب الفطري الذي زرعه الله فينا و الذي سُطرت له مُجلدات و مؤلفات قصصية و روايات ومسرحيات للتعبير عنه بشتى الوسائل .. و الشئ الذي يهمني من أمر الحب هو علاماته ! كيف تعلم أن شخصاً ما يحبك .. و إكتشفت أن للحب علامات تظهر على طرفيه من الجنسان .. و لن أضيف جديداً اذا قلت أن من علاماته السهر و الأرق مع مراقبة السماء بقمرها و نجومها و شُهبها و نيازكها .. و الأحلام الوردية .. و الخوف على المحبوب ..
ولكني هنا أعني تلك العلامات الحِسية الوجدانية التي تصاحب العشاق وقت اللقاء و الفراق .. تلك الإرتعاشة التي تصاحب شخصاً اذا لمس يد محبوبته .. تلك الخفقات التي تبدأ عندما تلتقي أعين العشاق .. تلك النظرة التي لا يمكن تفسيرها و التي تطل من أعين المحبين أوقات تفكير كل واحد منهم في الأخر .. تلك الحاسة السابعة التي تجعل المحب يلتفت ليجد نصفه الأخر قادماً نحوه .. تلك الأحاسيس التي لا تُقال بل تُحس , و يحِسها فقط مَن كان عاشقاً حقيقياً .. صادقاً ..
الحب ذلك الكيان الذي لا يمكن الكَف عن الكتابة عنه لأنه حي و خالد .. تختلف العصور والأمكنة و لكنه لا يتغير .. يبقى دائماً مُعبِراً عن الإنسانية.