معادلة اجتماعية
بقلم / محمد ابراهيم اسحاق
- سامحيني يا حبيبتي ..
قالها (خالد) و هو يقِف مُنكس الرأس خَجِلاً من زوجته التي ضبطته على فراشهما مع الخادمة .. بدت عبارته مقترنة مع ندم و أسف و بدا عليه الصِدق و هو يضيف :
- صدقيني انها نزوة و اعدك لن تتكرر ثانية !
نظرت اليه نظرة لا تستطيع أن تحدد فحواها , أهي احتقار أم شماتة و قالت:
- هل تتوقع أن أسامحك
قال بلهفة وهو يتمسك بخيط حبهما :
- تعلمين مدى حبي لكي .. أرجوكي لا تحكمي عليّ من غلطة واحدة .. خطأ واحد يقع فيه الكثير من الرجال ..
فجأة أجهشت بالبكاء وهي تقول :
- أنتَ أيضاً عليك أن تسامحني .. أنا أيضاً خُنتك !
بدا مصعوقاً و اهتز بدنه و رمقها بذهول :
- خنتيني .. أين و متى و مع مَن ؟؟
ارتجفت أمام ثورته التي بدأت تعلو رويداً , ولكنها أضافت بتشفي :
- لقد خنتك مرتان أو ثلاثة مرات .. و كان ضميري يؤنبني إلى أن اكتشفت اليوم أنك أيضاً تخونني ..
امتدت يده نحوها في صفعة قوية و هو يصيح :
- يا خائنة .. يا سافلة .. يا منحطة .. يا حقيرة ...
رغم ألم الصفعة إلا أنها ابتسمت بسخرية قائلة :
- أهذا الشتم لي .. ألم تصنع نفس الفعل ..
قال بحدة :
- أنا رجُل !
قالت بهدوء مستفِز :
- سامحني يا حبيبي .. أرجوك كانت نزوة ...
قال بغضب :
- مَن يُسامِح عَاهرة !
قالت باستخفاف :
- هل ما زلت تنتظِر سماحي عنك ؟
جذبها من شعرها بقسوة :
- هل أطفالي الثلاثة مني! .. هل أنا والدهم .. أخبريني يا ساقطة ؟
قالت بغضب و ثورة ألجمتهُ :
- انهم أبناءك .. و اطمئن لم اخونك .. أنا إمرأة و لكني أشرف من ألف رجل من أمثالك
و أضافت بتحدي و إصرار :
- طلقني .. الآن
و صمت مُحدِقاً فيها بذهول .. صمت و هو يسأل نفسه كيف كان سيطلب منها أن تسامحه على خيانته لها وهو لن لن يسامحها اذا خانته .. انها معادلة صعبة .. مَن يستحق السماح و مَن لا يستحِق .. الرجل يستحق عفو زوجته اذا خانها حتى اذا كان هناك شهود على واقعة الخيانة .. و الزوجة يستحيل أن يسامحها زوجها مهما كانت دوافعها للخيانة .. انها معادلة اجتماعية في صالح الرجل و تخسرها المرأة بإضطهاد ...
و في توسل و تضرُع اقترب (خالد) من زوجته ليكرر عين العبارة :
- سامحيني يا حبيبتي ..
تـــــمــــت