محمد ابراهيم اسحاق Admin
عدد المساهمات : 88 تاريخ التسجيل : 09/09/2011 العمر : 35 الموقع : السودان - الأبيض
| موضوع: قصة قصيرة حقيقية .. بقلم / محمد ابراهيم اسحاق الأحد سبتمبر 11, 2011 10:35 pm | |
| جنينة الجبل قصة قصيرة حقيقة .. بقلم / محمد ابراهيم اسحاق مدينة الدلنج 2008 في مدينة الدلنج سَمِعْت تلك الرواية .. لم أُصدق كعادتي عندما يتعلق الأمر بالخوارق .. من أفواه كثيرة و مصادر متعددة علِمت أن هناك جنينة مسكونة تظهر بين الحين و الأخر على قمة جبل قبيلة الأجانج .. جنينة رأها البعض و أنكر وجودها البعض الأخر و بالطبع ضممت صوتي الى المجموعة الأخيرة التي شككت في الأمر ونسيت الموضوع و مضت فترة لم يذكُر فيها الناس شيئاً عن تلك الخرافة في نظري و بالنسبة لي فقد انتهى الأمر دون دليل واحد على صِحته .. كنت أهوى القراءة و لذلك فأنا أعشق تلك الأماكن الهادئة المرتفعة مثل قمة ذلك الجبل الذي لفقوا له تهمة كاذبة .. كنت دائماً أجلس على قمته أقرأ أحياناً أكاديمياتي و أحياناً قصص و روايات , وفي تلك المرة الأخيرة و أثناء إنغماسي بكل حواسي في أحداث رواية مشوقة سمعت صوت موسيقى عذبة , و صوت خرير ماء , و أُناس يتسامرون .. كل هذه أمور عادية اذا كانت تلك الأصوات بعيدة عني , لكن الأمر الذي شد انتباهي أن تلك الأصوات بدت بجواري كأنني في وسطها .. وكيف أكون في وسط حفل موسيقي و أنا على قمة جبل ؟! و تركت السطور التي جذبتني لأتحقق من الأمر الأكثر جاذبية .. و كم كانت دهشتي كبيرة و ذهولي عظيماً عندما وجدت نفسي في منتصف حديقة عليها كل أنواع الأشجار .. حتى أن هناك أشجار لم أسمع ولم أرى مثلها رأيتها هُناك .. و رأيت بأم عيني عيناً ينزل منها الماء صافياً , و مجموعة أشخاص لم أتبيّن تكوينهم يجلسون في جماعات و ينصتون الى أحدهم الذي يعزِف على الكمان , كان إنبهاري أكبر من خوفي .. وجدت نفسي مُتكئً على شجرة و لم أجلس أنا تحت تلك الشجرة عند قُدومي , ولم استطع الإستيعاذ بالله .. فقط اتسعت عيناي و أدركت أنهم محقون .. إنها تلك الجنينة أو الحديقة التي قصوُها عليّ مِراراً و لم أصدقهم , ولكنهم لم يصفوا جمالها .. ربما لأن كل مِن يرى هذا المشهد يشعر بفزع و رهبة لا تمكنه من الثبات و التمعُن , و لدُهشتي فقد وجدتني استشعر السكينة و الطمأنينة و استرخي في نشوة .. في فضول تقدمت من جدول الماء أتحسس برودة ماءه رغم حرارة المناخ النسبية في ذلك الوقت .. وكانت الأشجار عالية لذلك لم أستطع أن أقطف و لا ثمرة و لم يلتفت إلي أُولئك القوم من معشر الجن المذكورون في القرآن .. لم يلتفتوا لي و لم أخشى منهم كأنهم زملاء لي في رحلة ترفيهية .. و أثناء تأملي ذلك جاء صديقي ليقول لي أنه حان وقت الرحيل , و لدُهشتي لم يرى شيئاً مما أنا أعيشه , لم يلحظ شئ غير أنني لا أبدو على طبيعتي قليلاً , و ربما رجح أنني إندمجت مع أحداث الرواية بين يديّ ..و أدركت أنني من القلائل الذين سنحت لهم فرصة رؤية جنينة الجبل . تمت | |
|